فتحي الذاري
في زمن تكالبت فيه قوى الظلم والعدوان على أمتنا تظهر خيانات بعض الأفراد كوجه آخر لعنفوان الباطل أولئك الخونة الأنذال الذين باعوا أرضهم وعرضهم ليسوا مجرد خونةبل هم طابور خامس يعمل تحت مظلة العدوان الأمريكي مُسهمين في تدمير الشعب اليمني يرفعون رايات الولاء لعملاء أمريكا والسعودية والإمارات لكنهم في حقيقة الأمر لا ينتمون للوطن ولا للدين الإسلامي الحنيف
قال الله عز وجل (تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) وفي هذه الآية تجسيد لما تعانيه أمتنا فالأعداء يسيطر عليهم الشيطان يزين لهم الخيانة فيظنون أنهم يمكنهم النجاة ورغم ذلك تأتيهم صرخات الحق وكلمات الوهن لتضعهم في قفص الإدانة
ومن المتعارف عليه أن أشد الناس عداوة للمؤمنين هم من باعوا ضمائرهم كما قال تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) هؤلاء الذين يظهرون كالأعداء الواضحين لكن ما يُخفيه الأعداء المستترون كالأحذية التي يمشي بها بن سلمان وبن زايديسجل أبعادًا جديدة من الخيانة حيث تأتي تصريحاتهم لتؤكد انحرافهم عن القيم
اليمن الذي أطلق الحظر على الملاحة البحرية ضد الاحتلال الصهيوني وتوجهه لفتح المعابر بوجه الحصار عن غزة هو تجسيد للنضال ضد قوى الظلم إن الجيش اليمني الذي أعلن التصعيد بالتصعيدضد العدوان على الشعب اليمني يبيّن أن الصمود هو الخيار الوحيد أمام الخونةوأي تصريح يأتي من الخائن المدعو طارق محمدعبدالله صالح عفاش الذي يؤيد العمليات العسكرية الأمريكية على أبناء الشعب اليمني ويدعو لتدخل دولي لمصلحة كيان الاحتلال الإسرائيلي هو بمثابة خنزير عارٍ يُظهر ما وصل إليه من انحلال وهذه الخيانات ليست خافية بل هي بمثابة دليل قاطع على أن القضية لدى هؤلاء الخونة هي المتاجرة بدماء الأبرياء من أبناء اليمن إنهم ينفثون سمومهم في جسد الوطن لكن لعنة الله عليهم وعلى كل من يتبعهم فليعلم هؤلاء أن التاريخ لن يرحمهم وأن قلوب الأحرار ستظل تحمل لواء المقاومةويبقى صمود الشعب اليمني رمزًا لكل الأحرار في العالم فسلامًا على كل من وقف في وجه الخيانة وسيضرب المجاهدون الأبرار على أوكار الخونة المحتلين حتى تعود الأرض لأبنائهاولتبقى الأوطان حرة ترفل في ثوب العزة والكرامة ونجد أن تفشي ظواهر الخيانة للوطن والتبعية السياسية والخنوع يمثل تحديًا كبيرًا يؤثر على جميع جوانب حياتناإن استمراء هذه السلوكيات ينذر بخطر جسيم على القيم الأخلاقية والاجتماعية التي تربطنا ويُظهر الفجوة المتزايدة بيننا وبين تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف إن العودة إلى هدى الله تعالى والسنة النبوية الشريفة تُعتبر السبيل الأهم للتصدي لهذه الظواهرفلنحافظ على ولائنا لأوطاننا ولنُنعزز من مبادئ الإخلاص والعدل والشجاعةمستلهمين من تعاليم ديننا الحنيف. ولنكن جميعًا أصواتًا للحق نُعلي من قيمنا ونُصغي إلى الضمير الذي يدعونا إلى الإخلاص والعمل الصالح والابتعاد عما يغضب الله تعالى ورسوله ونسأل الله التوفيق والثبات على الحق.